بعدما اخترق أسوار "جزيرة" الشر واقتحم حياة إمبراطور النخيلة وارتدى العباءة الصعيدية، يحاول من خلال "الديللر" أن يحافظ على النجاح الذي حققه ويعززه ليثبت للجميع أنه يختار ما يناسبه. وفي الوقت نفسه لا يزال الحذر في داخله لأنه يؤمن دائماً بأنه الطريق إلى النجاة.. مع النجم الكبير أحمد السقا كان للها هذا الحوار..
لماذا حدثت تغييرات كثيرة في فيلم "الديللر" خصوصاً في النجمة التي تشاركك البطولة بعد اعتذار غادة عادل المفاجئ وإحضار مي سليم؟ وهل تسبب ذلك بحالة من الارتباك؟
وكل ما أفكر فيه هو كيف أطرح نفسي بشكل جديد من عمل إلى آخر
هذه التغييرات لها ظروف خاصة جداً، فغادة عادل طلبت تعديلاً لدورها ليتلاءم مع طبيعتها ورؤيتها وعندما عرضت ذلك على المؤلف الدكتور مدحت العدل لم يوافق، وهذه رؤيته أيضاً، لذلك اعتذرت غادة وقررت عدم الاستمرار في العمل. واتفق المخرج أحمد صالح والمؤلف مدحت العدل على أن مي سليم تصلح للدور، وعندما عرض عليها وافقت وبدأنا التصوير.
لكن تردد أن خلافاً نشب بينك وبين غادة كان وراء انسحابها من العمل، كما أن زوجتك هي التي اختارت مي لتقوم بالبطولة؟
لم يحدث أي خلاف مع غادة، ولم نبدأ تصوير حتى يقال إن خلافاً نشب، بل كنا في مرحلة التحضير للعمل. وأنا لا أدخل في مشكلات مع أي شخص يتعامل معي بل أحرص على أن تسير العلاقة داخل العمل بشكل متميز حتى يخرج العمل بشكل جيد. وغادة زميلة عزيزة وزوجها مجدي الهواري من الشخصيات التي أحترمها كثيراً. أما بالنسبة الى الجزء الثاني من السؤال والمتعلقة بزوجتي واختيارها لمي سليم فهذا ليس صحيحاً، لأن زوجتي لا تتدخل في عملي إطلاقا ولكن أحب أن أستشيرها بشكل عام بحكم علاقتنا الزوجية. وعندما تحدثت معها عن مي سليم أشادت بها، وهذه الإشادة لا تعني إطلاقاً أنها تختار بطلات أفلامي.
هل طلبت من زوجتك أن تقطع علاقتها بحنان ترك في محل الكوافير؟
هذا لم يحدث وكل ما يتردد في هذا الإطار غير صحيح، لكني أرى أن عمل زوجتي سيؤثر في الأولاد وأرى أن تربيتهم أهم، لكن أنا علاقتي بحنان علاقة أخوة قبل الزمالة الفنية.
فيلم "الديللر" هل هو من نوعية الأكشن الذي تعودنا من أحمد السقا تقديمه خلال الفترة الماضيةأم أنه نوعية مختلفة؟
أولاً إسم "الديللر" موقت لأننا لم نستقر حتى الآن على الإسم النهائي للعمل وهو عمل تجد فيه رصداً لواقع شاب أجبرته الظروف على الدخول في طرق عدة وفيه مشاهد أكشن. لكنها لا تشبه ما قدمته من قبل لأنني لا أكرر نفسي تحت أي ظرف وكل ما أفكر فيه هو كيف أطرح نفسي بشكل جديد من عمل إلى آخر، خصوصاً أنني خارج من تجربة ناجحة على المستوى النقدي والجماهيري في فيلم "الجزيرة".
هل النجاح الضخم لفيلم "الجزيرة" جعلك أكثر حرصاً على اختيار اتك الفنية المقبلة؟
لا أستطيع أن أنكر أن فيلم "الجزيرة" من أهم المحطات الفنية في حياتي
لا أستطيع أن أنكر أن فيلم "الجزيرة" من أهم المحطات الفنية في حياتي، ومحاولة حفاظي على النجاح الذي تحقق من خلاله أمر طبيعي جداً، خصوصاً أنني أسعى للمزيد من النجاح. لكن بصفة عامة أفكر في كل عمل على أنه مرحلة مهمة ونجاح الجزيرة كان نتيجة الجهد الكبير الذي بذل من كل أفراد الفيلم.
عودة الكبار الى السينما التي استطعت تحقيقها في فيلم "الجزيرة" هل ترى أنها أصبحت ضرورية ومهمة في هذه المرحلة من السينما؟
فيلم "الجزيرة" كان يحمل عوامل جذب عديدة أدت إلى موافقة فنان كبير بحجم محمود ياسين على المشاركة فيه وأعتبر أن مشاركته في العمل شرف كبير. وعلى المستوى الإنساني محمود ياسين يملك طيبة غير عادية، وأتذكر أني في أول مشهد صوّرته أمامه ارتبكت لأنني مدرك أنني واقف أمام تاريخ، ولذلك قام المخرج بإعادة المشهد. وبالطبع مشاركة النجوم الكبار في السينما تعطيها رونقاً وتجعل الأفلام ذات نكهة جميلة تجمع بين الجيلين.
هل صار أحمد السقا أكثر إصراراً على مشاركة نجوم ذوي طابع تمثيلي جيد في أفلامه، فبعد محمود ياسين نرى خالد النبوي يشاركك في "الديللر ؟"
عندما أعقد جلسات عمل لأي فيلم أنظر إلى قوة فريق العمل لأن النجاح ينعكس على الجميع ولا ينسب الى شخص بعينه. والحمد الله كل من شاركوني في أعمالي أصحبوا نجوماً: مصطفى شعبان وخالد صالح وأحمد عيد وأحمد رزق، وهذا يعني أنني "وش حلو"، ولذلك عندما أطلب من أحد أصدقائي نجوم الصف الأول أن يشاركني في عمل لا يتأخر لأنهم يعرفونني جيداً، وعندما يطلبني أحد لن أتأخر أيضاً. ودائماً أحاول الحفاظ على العلاقة الإنسانية التي تربطني بالفنانين زملائي في الوسط الفني.
فيلم "إبراهيم الأبيض" وقعته قبل دخولك تصوير "الديللر" فهل الأجر هو السبب وراء هذا التوقيع خصوصاً أن هذا العمل مع شركة "جود نيوز" المعروف عنها أنها تنتج أفلاماً بميزانيات ضخمة؟
وافقت على هذا السيناريو منذ فترة وقبل أن أصور "الجزيرة"، لكن المشروع تعطل، وسعدت كثيراً بموافقة محمود عبد العزيز على مشاركتي في العمل وأيضاً هند صبري وموافقة مروان حامد على إخراجه، وهو فيلمي المقبل بعدما اتضحت كل ملامحه. لكن أحب أن أشير إلى أن الناحية المادية لا تهمني لأنها مسألة نسبية تتغير طبقاً لمتطلبات السوق، وأنا أبحث عن السيناريو المتميز والمجموعة التي أعمل معها، وهذان شرطان أساسيان. بالإضافة إلى أن التكلفة الإنتاجية للعمل تساهم في خروجه بشكل جيد. وبالفعل أنا سعيد بالتعاون مع عماد الدين أديب وأعتبره أخاً أكبر لي. وأيضاً أحب الإشارة إلى شىء مهم وهو أن معظم المنتجين الذين تعاملت معهم ينفقون جيداً على الأفلام، وهذا كان واضحاً في كل أعمالي.
النقد هل يستفز أحمد السقا ويجعله في حالة غضب؟
زوجتي لا تتضايق لأنها تعرفني جيداً ولا تشغل بالها بهذه الأمور
لست ضد النقد ولا أعترض عليه، بالعكس، فالجدل والاختلاف يسعدانني في كثير من الأحيان فهذا يدل على تأثير الفيلم في الناس. فمثلاً شخصية منصور في فيلم "الجزيرة" أثارت حيرة الناس حول الشخصية الواقعية التي استوحي منها، وهذا لم يضايقني. لكن أحب الإشارة إلى أن الاتفاق في الرأي على شيء يقلقني أكثر لأنه لا يوجد اتفاق مطلق على شيء سواء حكموا عليه بالنجاح أو الفشل، فيجب أن تكون هناك نسبة معينة من التعارض، وهذه النسبة تطمئن نفسياً.
لكن الذي أرفضه وأعترض عليه أن يهتم النقد بأشياء أخرى خارجة عن الفن، ولذلك يجب أن يحافظ الناقد على حدوده ولا يتخطى قواعد معينة ويقف فقط على مقومات العمل الفني. أتقبل أي شخص يوجهني ويقدم لي النصحية لأن الأمر لو كان مجرد نجومية لكان بإمكاني أن أحمل كاميرا وأصور فيلماً بمفردي.
كيف تتعامل زوجتك مع الشائعات التي توجه إليك خصوصاً الشائعات العاطفية؟
زوجتي لا تتضايق لأنها تعرفني جيداً ولا تشغل بالها بهذه الأمور، بل أحيانا كثيرة تضحكها هذه الشائعات.
وبالنسبة إليك؟
لا أهتم على الإطلاق وكل ما أحرص عليه هو عدم وجود عداوة مع أحد والتعامل مع الناس بصراحة وصدق شديدين.
دائماً يتم الربط بين أحمد السقا وكريم عبد العزيز ومصطفى شعبان الى درجة أن البعض رسم المنافسة الفنية وكأنها حرب. كيف ترى هذه الأقاويل؟
كريم عبد العزيز صديقي منذ فترة طويلة جداً ونتقابل باستمرار، ومصطفى شعبان تربطني به علاقة طيبة منذ
الجمعة يونيو 13, 2008 12:13 am
